سعيد بن جبير الاسدي
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
سعيد بن جبير الاسدي
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
سعيد بن جبير الاسدي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.




 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» (إنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)
بطلة كربلاء I_icon_minitimeالسبت أبريل 21, 2012 10:34 pm من طرف كاظم الشيخ موسى قسام

» دارميان حسينية
بطلة كربلاء I_icon_minitimeالسبت أبريل 21, 2012 5:48 pm من طرف كاظم الشيخ موسى قسام

» الفتن ثلاثة
بطلة كربلاء I_icon_minitimeالجمعة أبريل 20, 2012 8:03 pm من طرف كاظم الشيخ موسى قسام

» قصائد للرادود ألحاج حمزة الصغير وبصيغة mp3
بطلة كربلاء I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 22, 2011 9:15 pm من طرف الواسطي

»  فنادق فوق البحر ] خيال والله ..
بطلة كربلاء I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 9:25 pm من طرف الواسطي

» طبيب عراقي يستخرج طفلة متحجرة 40 سنة في بطن امها
بطلة كربلاء I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 9:20 pm من طرف الواسطي

»  الخمسة الذين خلقهم الله دون أب أو أم
بطلة كربلاء I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 9:18 pm من طرف الواسطي

»  بصور معجزه اثبتها العلم صورة البقره
بطلة كربلاء I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 9:16 pm من طرف الواسطي

» مولد المعصومة ..من حرمها المطهر
بطلة كربلاء I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 17, 2010 4:59 am من طرف الواسطي

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض ومشاطرة الرابط سعيد بن جبير الاسديعلى موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط سعيد بن جبير الاسدي على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
العراقي
بطلة كربلاء Vote_rcapبطلة كربلاء Voting_barبطلة كربلاء Vote_lcap 
احمد فائق الاسدي
بطلة كربلاء Vote_rcapبطلة كربلاء Voting_barبطلة كربلاء Vote_lcap 
الواسطي
بطلة كربلاء Vote_rcapبطلة كربلاء Voting_barبطلة كربلاء Vote_lcap 
كاظم الشيخ موسى قسام
بطلة كربلاء Vote_rcapبطلة كربلاء Voting_barبطلة كربلاء Vote_lcap 
فراسوووو
بطلة كربلاء Vote_rcapبطلة كربلاء Voting_barبطلة كربلاء Vote_lcap 
تصويت
التسجيل

 

 بطلة كربلاء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العراقي

العراقي


ذكر
عدد الرسائل : 341
العمر : 33
البلد : العراق/واسط/قضاء الحي
الهوايه : الرسم
المزاج : جيد
السٌّمعَة : 15
نقاط : 1076
تاريخ التسجيل : 08/06/2009

بطلة كربلاء Empty
مُساهمةموضوع: بطلة كربلاء   بطلة كربلاء I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 13, 2009 2:54 pm

بطلة كربلاء زينب بنت علي ( عليه السَّلام )



--------------------------------------------------------------------------------



لقد تحدث الناس عن البطولات و الأبطال من النساء و الرجال المعروفين بالجرأة و الشجاعة و مقارعة الفرسان في المعارك التي كانت المرأة تقف فيها إلى جانب الرجل و تؤدي دورها الكامل بنفس الروح و العزيمة التي كان الأبطال يخوضون المعارك فيها ، و بلا شك فان أهل البيت ( عليهم السَّلام ) يأتون في الطليعة بين أبطال التاريخ ، و أن زينب إبنة علي و فاطمة تأتي في الطليعة بعد أبيها و إخوتها كما يشهد لها تاريخها الحافل بكل أنواع الطهر و الفضيلة و الجرأة و الصبر في الشدائد .

و ليس بغريب على تلك الذات العملاقة التي التقت فيها الأنوار الثلاثة : نور محمد و علي و فاطمة و من تلك الأنوار تكونت شخصيتها ان تجسد بمواقفها خصائص النبوة و الإمامة و أمها الزهراء التي امتازت بفضلها على نساء العالمين .

ان اللسان ليعجز و أن اللغة على سعة مفرداتها لتضيق عن وصفها و عن التعبير عما ينطوي عليه الإنسان من الشعور نحو المرأة الكبيرة و القدوة العظيمة إبنة علي و الزهراء التي عز نظيرها بين نساء العرب و المسلمين بعد أمها البتول سيدة نساء التي ابتسمت للموت حين بشرها به الرسول الأمين في الساعات الاخيرة من حياته و قال لها : أنت أول أهل بيتي لحوقا بي .

ان الالمام بحياة بطلة كربلاء في عهود الطفولة و الصبا و الأمومة و كيف نشأت طفلة و شابة برعاية أمها الزهراء و أبيها الوصي و في بيت زوج كريم من كرام أحفاد أبي طالب ، و بعد ان أصبحت أما لأسرة غذتها بتعاليم الإسلام و أخلاق أمها و أبيها يضطرنا إلى التطويل الذي يعرض القارىء للملل في الغالب ، و في الوقت ذاته فان الحديث عن بطولاتها التي لا تزال حديث الأجيال و التي تجلت في رحلتها مع أخيها تاركة بيتها تحث الخطا خلفه في رحلته إلى الشهادة لتعلم الرجال و النساء كيف يموتون في مملكة الجلادين يضع بين يدي القراء صورة كريمة عن ذلك الغرس الطيب و عن مراحل نموه حتى بلغ إلى هذا المستوى من النضوج و القدرة على الثبات والصمود في وجه تلك الأحداث التي لا يقوى على تحملها أحد من الناس .

ونمهما كان الحال فلعلنا بعد هذا الفصل نتوقف لإعطاء فكرة كافية عن ذلك الغرس الطيب و كيف نما و تكامل نموه حتى بلغ أشده و نهض بأعباء المسؤولية العظمى و أدى دوره الكامل عندما وقعت تلك المأساة الكبرى التي حلت بالعلويين و الطالبيين رجالاً و نساء على تراب كربلاء ، و كيف استطاعت ان تتحمل تلك الصدمة و تقوم بدورها الكامل بالحكمة و الصبر الجميل ذلك الدور الذي يمثل أسمى درجات البطولة و أغناها بالقيم و المثل العليا ، لعلنا بعد هذه اللمحات عن مواقفها في كربلاء نتحدث في فصل مستقل عن مراحل حياتها التي أهلتها لتلك المواقف التي لا تزال حديث الأجيال .

لقد ثبتت في ذلك الموقف كالطود الشامخ تاركة على تراب كربلاء آثار مسيرتها و مواقفها بين تلك الضحايا التي لا تزال حديث الأجيال و مثلاً كريما لكل ثائر على الظالم و الجور و للمرأة التي تعترضها الخطوب و الشدائد خلال مسيرتها في هذه الحياة .

لقد كان عويل النساء و صراخ الصبية و ضجيج المنطقة كلها بالبكاء و النياحة كفيلا بأن يهد أقوى الأعصاب و يخرس أفصح الالسنة و الخطباء و يقعد بأكبر الرجال و لو لم يكن يتصل بتلك الضحايا بنسب أو سبب ، فكيف بمن رأى ما حل بأهله و بنيه و إخوته و أبناء إخوته و عمومته و أحس بثقل المسؤولية و جسامتها ، و لكن إبنة علي ذلك الطود الأشم الذي كان أثبت من الجبال الرواسي في الشدائد كانت تجسد مواقف أبيها في كل موقف تتزلزل فيه أقدام الأبطال و بقيت ليلة العاشر من المحرم ساهرة العين تجول بين خيام إخوتها و أصحابهم و تنتقل من خيمة إلى خيمة و هم يستعدون لمقابلة ثلاثين ألف مقاتل قد اجتمعوا لقتال أخيها وبنيه و أنصاره و رأت أخاها العباس جالساً بين إخوته و أحفاد أبي طالب و هو يقول لهم : إذا كان الصباح علينا أن نتقدم للمعركة قبل أن يتقدم إليها الأنصار لأن الحمل الثقيل لا ينهض به إلا أهله .

و في طريقها إلى خيام الأنصار سمعت حبيب بن مظاهر يوصيهم بأن يتقدموا إلى المعركة حتى لا يرون هاشمياً مضرجاً بدمه ، و سمعت الأنصار يقولون : ستجدنا كما تريد و تحسب يا إبن مظاهر ، فانطلقت نحو خيمة أخيها الحسين ( عليه السَّلام ) و هي تبتسم و قد غمرها السرور و طفا منه على وجهها اثر رد عليه لمحة من بهائه و صفائه و مضت تريد أخاها الحسين لتخبره بما رأت و سمعت من إخوتها و الأنصار و ما هي إلا خطوات حتى رأته مقبلاً فابتسمت له و تلقاها مُرحِّباً و قال لها : منذ أن خرجنا من المدينة ما رأيتك مبتسمة و لا ضاحكة فما الذي رأيت ، فقصت عليه ما سمعته من الهاشميين و أنصارهم و ظلت العقيلة ليلتها تلك ساهرة العين تنتقل من خيمة إلى خيمة و من خباء إلى خباء بين النساء و الأطفال و أخواتها حتى إذا أقبلت ضحوة النهار و سقط أكثر أنصار أخيها و من معه من بنيه و إخوته و أبناء عمه على ثرى الطف ، و رجع الحسين للوداع الأخير و زينب على جانبه كالمذهولة قال لها : مهلا أخيَّة لاتشقي علي جيبا و لا تخمشي علي وجها و لا تشمتي بنا الأعداء ، و أوصاها بالنساء و الأطفال ، فقالت له : طب نفسا وقر عينا فإنك ستجدني كما تحب إن شاء الله .

و لما سقط عن جواده صريعا أسرعت على مصرعه و صاحت تستغيث بجدها و أبيها و أوشكت الصرخة ان تنطلق من حشاها اللاهب عندما رأت رأسه مفصولا عن بدنه و السيوف و السهام قد عبثت بجسمه وقلبه و رأت إخوتها و بنيها و أبناء عمومتها من حوله كالأضاحي و معها قافلة من النساء و الأطفال و أمامها صفوف الأعداء تملأ صحراء كربلاء فرفعت يديها في تلك اللحظات الحاسمة نحو السماء لتند عن فمها عبقة من فيض النبوة و الخلود تناجي ربها و تتضرع إليه قائلة : اللهم تقبل منا هذا القربان .

و هكذا كان على العقيلة ان تنفذ وصية أخيها و تثبت في وجه تلك الأهوال و أن تحمل قلبا كقلب أبيها في غمار جولاته و تقف كالطود الشامخ في وجه أولئك الذين وقفوا إلى جانب يزيد بن ميسون و جلاّديه الممعنين في إنتهاك الحرمات و المقدسات و الذين باعوا ضمائرهم لأولئك الطغاة الجناة بأبخس الأثمان .

و يقطع الحادي الطريق من كربلاء إلى الكوفة و السبايا على أقتاب الجمال تتقدمهم رؤوس سبعين من الأنصار و عشرين من أحفاد أبي طالب بينهم رأس الحسين سيد شباب أهل الجنة ، و ما ان أطل موكب السبايا و الرؤوس و دنت طلائعه من مداخل الكوفة حتى ازدحم الناس في الطرقات و من على المشارف و النساء على سطوح المنازل و لم يكن نبأ مصرع الحسين قد انتشر في جميع أوساط الكوفيين و أشرفت إمرأة من على سطح بيتها فرأت نساء كالعاريات لولا أسمال من الثياب تقنعن بها فظنت المرأة إنهن من سبايا الروم أو الديلم و أرادت ان تستوثق لنفسها من الظن فطالما كانت ترى مواكب من سبايا الروم و الترك تمر بالكوفة لم تر مثل ما رأت على هذا الموكب من الحزن و اللوعة ، و لم تر قبل اليوم أسرى مع تلك المواكب من الصبيان يشدون بالحبال على أقتاب الجمال كما رأت في هذا الموكب فأدنت المرأة رأسها من إحدى السبايا و قالت لها : من أي الأسارى أنتن ؟ فردت عليها و الألم يقطع أحشاءها : نحن أسارى آل بيت محمد رسول الله .

و ما كادت المرأة تسمع قولها حتى خرجت مولولة معولة و كادت ان تسقط من على سطحها من هول الصدمة و التفتت إلى النساء اللواتي على سطوحهن و قالت : إنهن نساء أهل البيت ، فتعالى الصياح عند ذلك من كل جانب حتى ارتجت الكوفة بأهلها و لفَّت نواحيها صرخات متتالية كأنها العواصف في أرجائها و التفت النسوة بالموكب يقذفن عليه الارز و المقانع ليتسترن بها بنات علي و فاطمة عن أعين الناس و غصت الطرقات بالنساء و الرجال يبكون و يندبون فالتفتت إبنة علي و فاطمة إليهم ببصرها النافذ و قالت :

يا أهل الكوفة يا أهل الغدر و الختل و المكر أتبكون فلا رقأت الدمعة و لا هدأت الرنة انما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثاً و هل فيكم إلا الصلف و ملق الاماء و غمز الأعداء ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم ان سخط الله عليكم و في العذاب أنتم خالدون فابكوا كثيراً و اضحكوا قليلاً فلقد ذهبتم بعارها و شنارها بعد أن قتلتم سليل خاتم النبوة و معدن الرسالة و سيد شباب أهل الجنة .

و يسير الموكب متخطياً تلك الحشود من الرجال و النساء إلى قصر الإمارة ليضمها مجلس إبن مرجانة فتجلس متنكرة مطرقة يحف بها موكب النسوة في ذلك المجلس الذميم و هو ينظر إليها ببسمة الشامت المنتصر و يسأل من هذه المتنكرة فلا ترد عليه احتقاراً و ازدراءً لشأنه ، و أعاد السؤال ثانيا و ثالثاً فأجابته بعض امائها : هذه زينب إبنة علي ، فانطلق عند ذلك بكلمات تنم عن لؤمة و حقده و خسته قائلا : الحمد لله الذي فضحكم و أكذب أحدوثتكم ، فردت عليه غير هيابة لسلطانه و لا لجبروته ، قائلة : الحمد لله الذي اكرمنا بنبيه و طهرنا من الرجس انما يفتضح الفاسق و يكذب الفاجر و هو غيرنا ثكلتك امك يا بن مرجانة .

فقال لها و قد استبد به الحقد و الغضب : كيف رأيت صنع الله بأخيك و أهل بيتك ؟ قالت : ما رأيت إلا جميلاً ، أولئك قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم و سيجمع الله بينك و بينهم و تختصمون عنده و ستعلم لمن الفلج ثكلتك امك يا بن مرجانة .

و يأبى له حقده و صلفه الا ان يتناول قضيباً كان إلى جانبه ليضربها به ، و لكن عمرو بن حريث أحد جلاوزته نظر إلى الوجوه قد تغيرت على إبن مرجانة و ايقن ان عملاً من هذا النوع سيلهب المشاعر لاسيما و أن النفوس قد أصبحت مشحونة بالحقد و الكراهية و مهيأة للإنفجار بين الحين و الآخر لما حل بالحسين و بنيه و أصحابه فحال بين إبن مرجانة و ما اراد فرمى القضيب من يده و عاد يخاطبها بلغة الشامت الحاقد و يقول لها : لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين و العتاة المردة من أهل بيتك ، فبكت عند ذلك و قالت : لعمري لقد قتلت كهلي و قطعت فرعي و اجتثثت اصلي فان يكن في ذلك شفاؤك فقد اشتفيت .

ثم يأتيه البريد بكتاب يزيد يأمره ان يحمل السبايا و الرؤوس و الأطفال إلى قصر الخضراء في دمشق عاصمة الجلادين ، و يسير الحداة بموكب السبايا إلى حيث إبن ميسون في اعتساف و ارهاق في الليل و النهار ليقطع موكب الرؤوس و السبايا مسافة ثلاثين يوما في عشرة أيام ، و يضم العقيلة مجلس يزيد و رأس الحسين بن علي و الزهراء بين يديه ينكت ثناياه بمخصرته و يتمثل بقول القائل :

ليت اشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل

لأهلوا و استهلوا فرحاً * ثم قالوا يا يزيد لا تشل

لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جاء و لا وحي نزل

لست من خندف ان لم أنتقم * من بني أحمد ما كان فعل

و كان على زينب و قد رأته بتلك الحالة فرحا مسروراً يتمثل بهذه الأبيات التي تعبر عن حقده و تعصبه لجاهلية جده و أبيه و وثنيتهما و يعبث بثنايا أبي عبد الله الحسين بمخصرته ان تتكلم بين تلك الحشود المجتمعة في مجلسه لتحرق دنيا سروره و فرحه بكلماتها التي كانت أشد وقعا عليه من الصواعق أمام الكثيرين ممن كانوا يجهلون مكانة الأسرى و لا يعرفون عنهم شيئا في جو تلك الأحداث و افتتحت كلامها بعد حمد الله بقولها : أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض و آفاق السماء و أصبحنا نساق كما تساق الأسارى أن بنا على الله ه و أنا و بك عليه كرامة ، و مضت في حديثها و أبصار تلك الحشود المحيطة بيزيد شاخصة إليها تذكرهم بمنطق أبيها و مواقفه بين المعسكرين في صفين حينما كان يخاطب معاوية و حزبه و يناشدهم الرجوع عن غيهم و ضلالهم إلى حظيرة الإسلام و عدالته السمحاء .

و مضت تقول : أمن العدل يا إبن الطلقاء تخديرك اماءك و حرائرك ، و سوقك بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن و أبديت وجوههن تحدو اليهن الأعداء من بلد إلى بلد و يستشرفهن أهل المناهل و المعاقل يتصفح وجوههن القريب و البعيد و الدني و الشريف و تتمنى حضور آباءك قائلا :

ليت اشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل

لأهلوا و استهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل

منحنيا على ثنايا أبي عبد الله سيد شباب أهل الجنة تنكتها بمخصرتك و سَتَرِدَنَّ وشيكا موردهم و توَدَّن أنك شللت و بكمت و لم تكن قلت ما قلت و فعلت ما فعلت ، و مضت في خطابها توجه إليه اسوأ أنواع التحقير و التقريع حتى سيطرت على المجلس بمنطقها و أسلوبها الرائع ، و راح الناس يتهامسون و يتلاومون و بكى بعضهم لهول المصاب و جسامته .

و استطردت العقيلة تقول : و لئن جرت علي الدواهي مخاطبتك اني لأستصغر قدرك و أستعظم توبيخك ، ألا فالعجب العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء .

لقد دخلت زينب إبنة علي و فاطمة إلى عاصمة الجلادين برسالتها رافعة صوتها إلى كل من لهم عهد مع أهل هذا البيت و كل من آمنوا برسالة محمد في عصر و جيل و أرض و وراءها قافلة من الأسرى و صفوف العداء من أمامها تملأ الافق و تسد طريقها و كانت مسؤوليتها التاريخية الكبرى هي إكمال الرسالة و اتمام المسيرة و لسانا لمن قطعت ألسنتهم سيوف الجلادين و دخلت مدينة الجريمة عاصمة القهر و البطش و التنكيل بالابرياء و هناك رفعت صوتها المدوي في أعماق التاريخ لتقول لابن ميسون مستخفة به بكل ما في الإستخفاف و الإحتقار من معنى .



و لئن جرت على الدواهي مخاطبتك اني لاستصغر قدرك


انها الدواهي التي لا تترك للإنسان رأيا و لا اختياراً و تسيطر على كل مشاعره و أحاسيسه هي التي فرضت عليّ ان أخاطبك يا بن ميسون و يا ربيب الشرك و الوثنية و لولا تلك الدواهي الجسام لما خاطبتك و لا يمكن لذكرك ان يمر في خاطري و لو بما هو فيك ما صلف و خسة و نزق و وحشية . هذا الذي تعنيه بطلة كربلاء بقولها لذلك الجبار الأحمق الذي تمنى حضور أشياخه من أمية و مشركي مكة ليشاهدوا رأس الحسين بين يديه و ليشاطروه الفرح و السرور و هو ينكت ثناياه بمخصرته ، هذا الذي كانت تعنيه من قولها و لئن جرت على الدواهي مخاطبتك و حضور مجلسك .

ان مأساة العقيلة إبنة علي و الزهراء تشكل الشطر الثاني من مأساة أخيها الحسين فمن صبر لا يطيقه أحد من الناس إلى رعاية تلك القافلة من السبايا و الأيتام و نضال دون البقية الباقية من آل الرسول و احتجاج و خطب و استنكار لسحق القيم و كرامة الإنسان و محو الرسالة من الأذهان و متابعة المسيرة التي قام بها أخوها الحسين و بهذا و ذاك لقد ألبت المسلمين على الطغاة و الظالمين و ضعضعت كبرياء الحاكمين المستبدين و خلدت ذكرى تلك المعركة التي اقلقت آل أمية و غيرهم من الظلمة و فراعنة العصور و خطت هي و إخوتها بأحرف من النور الوهاج الذي يبدد ظلمات الليل البهيم على تراب كربلاء و في كل موقف وقفوه مع أولئك الجبابرة و الجلادين .



ان دولة الباطل ساعة و دولة الحق إلى قيام الساعة


لقد شاركت أخاها الحسين في جميع مواقفه من الظالمين و رجعت من كربلاء حاملة لرسالة أبيها و أخيها لتبلغها للأجيال من الرجال و النساء من الأجيال في كل أرض و زمان بالرغم من ضجيج الجلادين و وعيدهم و كانت القدوة التي تعلم الأجيال من سيرتها و بطولاتها معاني الرجولة . و تعلِّم النساء كيف يتخلصن من فتن الاغراءات الخبيثة التي تلد من حولهن و من دهاليز الحضارة الجديدة التي تقتحم العصور بمفاتنها و مغرياتها لتستل منها اخلاقها و معتقداتها و أعرافها .

فأين من زينب و أخوات زينب نساءنا و بناتنا الضائعات في تلك المتاهات ايمانا و عزيمة و صبراً في الشدائد و الأهوال و تمسكا بالقيم و تعاليم الإسلام و الأخلاق الكريمة الفاضلة .

و أين من الحسين و أنصاره من يدعون التشيع للحسين و أبيه و أبنائه ، و قد باعوا انفسهم لمن يحملون روح يزيد و معاوية بأبخس الأثمان كما باعها أسلافهم لمعاوية و أمثال معاوية من الحاكمين و الجلادين من قبل .

ان الأحداث الجسام التي اعترضت حياة العقيلة إبنة علي و الزهراء في معركة كربلاء و ما تلاها من المواقف ألفتت إليها الأنظار و جعلتها في طليعة الأبطال و من شركاء الحسين ( عليه السَّلام ) في جميع مواقفه من أولئك الطغاة ، فتحدث عنها المؤرخون و أصحاب السير في مجاميعهم و الكتاب المحدثون في مؤلفاتهم ، و أشاد الخطباء بفضلها و مواقفها من على المنابر و نظم الكثير من الشعراء القصائد الرنانة في وصف احزانها و أشجانها و صبرها و ثباتها و نذكر على سبيل المثال ما جاء في وصف حالتها من قصيدة لأحد شعراء الطف السيد محمد حسين الكشوان رحمه الله يقول فيها :

أهوت على جسم الحسين و قلبها * المصدوع كاد يذوب من حسراتها

وقعت عليه تشم موضع نحره * و عيونها تنهل في عبراتها

ترتاع من ضرب السياط فتنثني * تدعو سرايا قومها و حماتها

اين الحفاظ و هذه أشلاؤكم * بقيت ثلاثاً في هجير فلاتها

اين الحفاظ و هذه فتياتكم * حملت على الأقتاب بين عداتها

و مخدرات من عقائل أحمد * هجمت عليها الخيل في أبياتها

حملت برغم الدين و هي ثواكل * عبرى تردد بالشجى زفراتها

و له من قصيدة أخرى في وصفها عندما شاهدت أخاها صريعا على ثرى الطف و قد عبثت سيوف الأعداء و رماحهم بجسمه و أعضائه :

و هاتفة من جانب الخدر ثاكل * بدت و هي حسرى تلطم الخد باليد

يؤلمها قرع السياط فتنثني * تحن فيشجي صوتها كل جلمد

و سيقت على عجف المطايا اسيرة * يطاف بها في مشهد بعد مشهد

سرت تنهاداها علوج أمية * فمن ملحدٍ تهدي إلى شر ملحدِ

و رحم الله هاشم الكعبي الذي هيمن عليه الولاء لأهل البيت و انتقل به من عالمه و دنياه إلى عالم الثواكل في كربلاء فشعر بشعورهن و أحس بأحاسيسهن حتى أصبح مثلهن ثاكلاً يندب و ينوح بعبرات تحيي الثرى و زفرات تدع الرياض همودا فقال في وصف زينب و أخواتها بعد أن إنجلت المعركة عن تلك المجزرة الرهيبة :

و ثواكل في النوح تُسعد مثلها * أ رأيت ذا ثكل يكون سعيداً

ناحت فلم تر مثلهن نوائحا * اذ ليس مثل فقيدهن فقيدا

لا العيس تحكيها إذا حنت و لا * الورقاء تحسن عندها الترديداً

ان تنع اعطت كل قلب حسرة * أو تدع صدعت الجبال الميدا

عبراتها تحي الثرى لو لم تكن * زفراتها تدع الرياض همودا

و غدت اسيرة خدرها إبنة فاطم * لم تلق غير اسيرها مصفودا

تدعو بلهفة ثاكل لعب الأسى * بفؤاده حتى انطوى مفؤدا

تخفي الشجا جلداً فان غلب الأسى * ضعفت فأبدت شجوها المكمودا

نادت فقطعت القلوب بشجوها * لكنما انتظم البنيان فريدا

انسان عيني يا حسين أخي * يا املي و عِقد جماني المنضودا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ahlalhie.ahlamontada.net
 
بطلة كربلاء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صوتيات لذكرى ميلاد أبطال كربلاء
» صوتيات بمناسبة ميلاد الكواكب المضيئة ابطال كربلاء
» صوتيات بمناسبة ميلاد الكواكب المضيئة ابطال كربلاء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سعيد بن جبير الاسدي :: الدين الاسلامي :: اهل البيت (عليهم السلام)-
انتقل الى: