نقطة في بحر خصاله – عليه السلام – :
علمه – عليه السلام –
و ليس هناك أفضل من الرسول – صلى الله عليه و آله وسلم – معلما لعلي – عليه السلام – و شاهدا على ذلك
قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) لعلي (ع) : " إن الله أمرني أن أعلمك و لا أجفوك ، و أن أدنيك و لا أقصيك ، فحق عليَّ أن أعلمك و حق عليك أن تعي "
قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) : " أنا مدينة العلم و علي بابها ، فمن أراد المدينة فليأت الباب "
قال الإمام علي عليه السلام : " علمني رسول الله ألف باب من العلم و استنبطت من كل باب ألف باب "
عدله – عليه السلام –
ليس غريباً أن يكون عليٌّ أعدل الناس، بل الغريب أن لا يكونَهُ، وأخبار عليّ في عدله تراثٌ يشرّف المكانة الإنسانية والروح الإنساني.
وكان الإمام يأبى الترفّع عن رعاياه في المخاصمة والمقاضاة، بل إنّه كان يسعى الى المقاضاة إذا وجبت لتشبّعه بروح العدالة.
وتجري في روحه العدالة حتى أمام أبسط الاُمور، ووصايا الإمام ورسائله الى الولاة تكاد تدور حول محور واحد هو العدل، وقد انتصر العدل في قلب عليّ وقلوب أتباعه وإن ظلموا وظلم.
ما خطه عليًّا (ع) يتجلى يومًا بعد آخر ، فالميزان لديه هو الإيمان العمل الصالح، و كان يقسم بيت المال بالسوية على الناس دون تمييز بينهم ، يقول الإمام علي: (وليكن أحب الأمور إليك أوسطها في الحق وأعمها في العدل وأجمعها لرضى الرعية فإن سخط العامة يحجف برضى الخاصة وإن سخط الخاصة يغتفر مع رضى العامة).
زهده – عليه السلام - :
من أهم ما يراه المتتبع في أحوال أمير المؤمنين (ع) زهده (ع) ، حيث كان (ع) أزهد الناس بعد رسول الله (ع)، فلم يشبع من طعام قط، وكان أخشن الناس مأكلاً وملبساً، والأهم في كل ذلك أنه لم يتغير زهده حتى طيلة فترة حكمه وخلافته، حيث كان يحكم أكبر دولة على وجه الأرض، فكانت بلاده تشتمل على ما يقارب خمسين دولة حسب خارطة اليوم، ولكنه كان بنفس الزهد الذي كان فيه قبل خلافته.
شجاعته – عليه السلام - :
إن الإمام علي ( عليه السلام ) كان من أشجع الناس وأثبتِهِم قلباً ، فقد حصد ( عليه السلام ) رؤوس المشركين ، وَأبَادَ ضروسهم ، وأشاع فيهم القتل ، فلم تنفتح ثغرة على الإسلام إلا تَصَدَّى إلى إسكاتها .
فَقَدَّمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أميراً في جميع المواقف والمشاهد ، وأسند إليه قيادة جيوشه العامة ،
قال ابن أبي الحديد في شجاعته (عليه السلام ) :
أما الشجاعة فإنه أنسى الناس فيها ، ذكر من كان قبله ، ومحا اسم من يأتي بعده ، ومقاماته في الحرب مشهورة ، تُضرب بها الأمثال إلى يوم القيامة ، وهو الشجاع الذي ما فرَّ قط ، ولا ارتاع من كتيبة ، ولا بارز أحد إلا قتله ، ولا ضرب ضربة قط فاحتاجت إلى ثانية .
تواضعه – عليه السلام -:
إنّ من اُصول أخلاق الإمام أنّه كان يعتمد البساطة ويمقت التكلّف. وكان لا يتصنّع في رأي يراه أو نصيحة يسديها أو رزق يهبه أو مال يمنعه. وكانت هذه الطبيعة تلازمه حتى يسأم أصحاب الأغراض من استرضائه بالحيلة. وإذا هم ينسبون اليه القسوة والجفوة والزهو على الناس، وليس صدق الشعور وإظهاره زهواً وليس جفوة، بل إنّه كان يمقت الزهو والعجب.. ولطالما نهى ولدَه وأعوانه وعمّاله عن الكبر والعجب قائلاً: «إيّاك والإعجاب بنفسك، واعلم أنّ الإعجاب ضد الصواب وآفة الألباب»[
نقاؤه (عليه السلام):
وتميّز عليّ بسلامة القلب، فهو لا يحمل ضغينة على مخلوق ولا يعرف حقداً على ألدّ أعدائه ومناوئيه ومن يحقدون عليه حسداً وكرهاً.
كرمه (عليه السلام):
وكان من خلقه أ نّه كان كريماً ولاحدود لكرمه، ولكنّه الكرم السليم باُصوله وغاياته لا كرم الولاة الذين «يكرمون» بأموال الناس وجهودهم. وهذا الكرم لم يعرفه عليٌّ مرّة في حياته، وإنّما كرمه هو الذي يعبّر عن جملة المروءات، ففيما كان يزجر ابنته زجراً شديداً إذ هي استعارت من بيت المال قلادة تتزيّن بها في عيد من الأعياد. كان يسقي بيده النخل لقوم من يهود المدينة حتى تمْجلَ يده فيتناول اُجرته فيهبها لأهل الفاقة والعوز ويشتري بها الأرقاء ويحرّرهم في الحال.
لنتمسك بعلي بن أبي طالب – عليه السلام - , ولنسير على الخط الذي رسمه للإسلام , ولندافع عنه بـــكل جرأة وشجاعة ، ليقود حياتنا إلى الخير والصلاح والهداية ورضا الله سبحانه وتعالى . وعلينا أن نستغل هذه المناسبة الكبرى والفرحة التي تنتاب قلوب المسلمين في كافة بقاع الدنيا لنشر الحقائق عن هذه الشخصية العظيمة وعن الدين الإسلامي للآخرين .
كل عام و أنتم بخير
منقول من هنا و هناك
ودمتم جميعا في حفظ الرحمن و رعايته