سعيد بن جبير الاسدي
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
سعيد بن جبير الاسدي
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
سعيد بن جبير الاسدي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.




 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» (إنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)
نساء خالدات  I_icon_minitimeالسبت أبريل 21, 2012 10:34 pm من طرف كاظم الشيخ موسى قسام

» دارميان حسينية
نساء خالدات  I_icon_minitimeالسبت أبريل 21, 2012 5:48 pm من طرف كاظم الشيخ موسى قسام

» الفتن ثلاثة
نساء خالدات  I_icon_minitimeالجمعة أبريل 20, 2012 8:03 pm من طرف كاظم الشيخ موسى قسام

» قصائد للرادود ألحاج حمزة الصغير وبصيغة mp3
نساء خالدات  I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 22, 2011 9:15 pm من طرف الواسطي

»  فنادق فوق البحر ] خيال والله ..
نساء خالدات  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 9:25 pm من طرف الواسطي

» طبيب عراقي يستخرج طفلة متحجرة 40 سنة في بطن امها
نساء خالدات  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 9:20 pm من طرف الواسطي

»  الخمسة الذين خلقهم الله دون أب أو أم
نساء خالدات  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 9:18 pm من طرف الواسطي

»  بصور معجزه اثبتها العلم صورة البقره
نساء خالدات  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 9:16 pm من طرف الواسطي

» مولد المعصومة ..من حرمها المطهر
نساء خالدات  I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 17, 2010 4:59 am من طرف الواسطي

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض ومشاطرة الرابط سعيد بن جبير الاسديعلى موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط سعيد بن جبير الاسدي على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
العراقي
نساء خالدات  Vote_rcapنساء خالدات  Voting_barنساء خالدات  Vote_lcap 
احمد فائق الاسدي
نساء خالدات  Vote_rcapنساء خالدات  Voting_barنساء خالدات  Vote_lcap 
الواسطي
نساء خالدات  Vote_rcapنساء خالدات  Voting_barنساء خالدات  Vote_lcap 
كاظم الشيخ موسى قسام
نساء خالدات  Vote_rcapنساء خالدات  Voting_barنساء خالدات  Vote_lcap 
فراسوووو
نساء خالدات  Vote_rcapنساء خالدات  Voting_barنساء خالدات  Vote_lcap 
تصويت
التسجيل

 

 نساء خالدات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العراقي

العراقي


ذكر
عدد الرسائل : 341
العمر : 33
البلد : العراق/واسط/قضاء الحي
الهوايه : الرسم
المزاج : جيد
السٌّمعَة : 15
نقاط : 1076
تاريخ التسجيل : 08/06/2009

نساء خالدات  Empty
مُساهمةموضوع: نساء خالدات    نساء خالدات  I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 06, 2010 5:08 pm

موضوع اعجبني ونقلته لتعم الفائده
من الاخت : يتمة الرضا

هذا الموضوع يتضمن النساء اللاتي خدمن الدين و اهل بيت النبوة و الرسالة عليهم السلام
و سيكون هذا الموضوع من إنشاء اللجنة الأسرية و المرأة و من أحب المشاركة لا يتردد في مشاركته و مساهمته في الموضوع

السيدة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليه السلام مؤسسة هذا المبدأ الخالد و نرجوك يا مولاتنا لو شرفتينا صلوات الله عليك بمباركة هذا الموضوع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

إن الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها. فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن أحبها فقد أحبني. فاطمة قلبي وروحي التي بين جنبَيّ. فاطمة سيدة نساء العالمين.

هذه الشهادات وأمثالها تواترت في كتب الحديث والسيرة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، الذي لا ينطق عن الهوى ولا يتأثر بنسب أو سبب ولا تأخذه في الله لومة لائم.

مواقف من نبي الإسلام الذي ذاب في دعوته وكان للناس فيه أسوة فأصبحت خفقات قلبه ونظرات عينه ولمسات يده وخطوات سعيه وإشعاعات فكره، قوله وفعله وتقريره، وجوده كله أصبح تعاليم الدين وأحكام الله ومصابيح الهداية وسبل النجاة.

أوسمة من خاتم الرسل على صدر فاطمة الزهراء، تزداد تألقاً كلما مر الزمن وكلما تطورت المجتمعات وكلما لاحظنا المبدأ الأساس في الإسلام في كلامه لها (يا فاطمة اعملي لنفسك فإني لا أغني عنك من الله شيئاً).

فاطمة الزهراء هذه مثال المرأة التي يريدها الله وقطعة من الإسلام المجسد في محمد وقدوة في حياتها للمرأة المسلمة وللإنسان المؤمن في كل زمان ومكان.

إن معرفة فاطمة فصل من كتاب الرسالة الإلهية ودراسة حياتها محاولة لفقه الإسلام وذخيرة قيّمة للإنسان المعاصر.

إيه فاطمة.. يا ثغراً تجلّى بالعفاف فطاب رضاً به، لقد عبق خطّ وصلك ببنت عمران يا ابنة المصطفى، فتلك مريم ما فرشت الأرض إلاّ من نتف الزنابق، وأنت النفحة الزهراء، ما نفثت الطيب إلا من مناهل الكوثر.

يا بتول، يا أمّ أبيك.. لقد كانت النبوة طفلك البكر، يا ابنة الجنّة، هلاّ رسمتِ الطريق للوصول إلى عين الشمس ونبع الحياة لكي يتمكن مجتمعنا الذي يقرأ كتابك من تربية المرأة الفاطمية والرجل الفاطمي.

ليست قليلة تلك الشعلة التي التهبت بها شخصية هذه المرأة، فإن تكن سيدة نساء العالمين فمن هذا المعين تستقي، فهي ابنة نبي ربط حاضر الأجيال بماضيها، ووصلها بكل زمان يأتي، بهذه الهالة القدسية اتشحت شخصية الزهراء آخذة عن أبيها عبء مسؤولية الأجيال، فهي التي انحصر فيها أرث النبوة بكل ما حققت النبوة، بكل ما ترتبط به صفات النبوة، بكل ما ترمي إليه أشواق النبوة.

وتزوجت رجلاً كان زواجها منه تحقيقاً للمخطط العظيم وتنزيلاً لقدسية الكلمة، وكان زواجها استكمالاً لمتانة ما أنيط بها، وما كان الحسن والحسين غير نتاج هذا الرباط الذي اكتملت به المشيئة.

هكذا ارتبط التاريخ برباط، وهكذا اتشحت فاطمة بقدسية هذا الرباط، هالة اتشحت بها سيدة نساء العالمين إزاراً من نبوة، وإزاراً من أمومة، وإزاراً من إمامة.

وأخيراً هويتِ فاطمة، هوى معك الخصر النحيل، يا نحول السيف، يا نحول الرمح، يا نحول الشعاع في الشمس، يا نحول الشذا، يا نحول الإرهاف في الحس، يا ابنة المصطفى، يا ابنة ألمع جبين رفع الأرض على منكبيه واستنزل السماء على راحتيه، فهانت عليك الأرض. يا عجينة الطهر والعبير، ولم تبتسمي لها إلا بسمتين، بسمة في وجه أبيك على فراش النزاع يعِدُك بقرب الملتقى، وبسمة طاقت على ثغرك وأنت تجودين بالنفس الأخير.



وعشت الحب يا أنقى قلب لمسته عفّة الحياة، فكان لك الزوج عظيم الأنوف، لف جيدك بالدراري وفرش تحت قدميك أزغاب المكارم. وعشت الطهر يا أطهر أم أنجبت ريحانتين لفّتها بردة جديهما بوقار تخطّى العتبات وغطّى المدارج.


نكمل السلسلة

نبذة مختصرة من حياة السيدة
زينب سلام الله عليه


كانت ولادتها في السنة الخامسة للهجرة، وفيها عاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من سفره، وأشرق بيت فاطمة عليها السلام بقدومه، واحتضن رسول الله الحفيدة وسمّاها زينب و كلمة زينب تعني أصل الشجرة الطيبة.
عُرفت بالعقيلة أو عقيلة بني هاشم لأنها كريمة قومها وعزيزة بيتها.
كان أمير المؤمنين عليه السلام يرد الطالبين بزواجها وعندما تقدم عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وهو الكفؤ لعقيلة بني هاشم الذي لُقب بـ(بحر الجود)، وافق أمير المؤمنين عليه السلام على زواجه منها.. فأبوه جعفر بن أبي طالب ذي الجناحين وأمه أسماء بنت عميس الخثعمية من المهاجرات المؤمنات المعروفة بالتقى والصلاح والتي عبّر عنها الإمام الصادق عليه السلام بالنّجيبة.
وزينب عقيلة بني هاشم رغم أنها تزوجت وانتقلت إلى بيت ابن جعفر إلاّ أنها لم تتخل عن المسئولية لتدير بيت أبيها وتهتم بشئون أخويها وتصبح المسئولة بهم أولاً وآخراً، فقد انتقلت من المدينة إلى الكوفة تبعاً لانتقال مركز الخلافة وكان بمعيتها زوجها وأولادها لتعيش على مقربة من الإمام بصفتها الإبنة الكبرى لعلي عليه السلام بعد وفاة أمها فاطمة عليها السلام.
وزينب بحكم مركزها في البيت العلوي تختلف عن باقي النساء، فصُورُ مأساة فقدِ جدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمِها الزهراء عليها السلام ما زالت عالقةً في ذهنها، وقد شاركت بذلك الأحداث ومشاكل الحركات التي ثارت في وجه أبيها التي كان آخرها رؤيتها له صريعاً في محرابه بسيف الشقي بن ملجم، كما قد سمعت وصية أبيها أمير المؤمنين عليه السلام بأن رسول الله أمره أن يوصي إلى ابنه الإمام الحسن عليه السلام بالإمامة وولاية الأمر، ويأمره أن يدفعها لأخيه الحسين عليه السلام من بعده ثم لابنه علي بن الحسين عليه السلام ثم لابنه محمد عليه السلام .. فلم تكن زينب عليها السلام بمعزل عن هذه الوصية ووعتها جيداً.
مع الحسين عليه السلام

"والله لا أعطي بيدي إعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد.." فهمت زينب عليها السلام من خلال كلمات الإمام الحسين عليه السلام وتضحياته، أبعاد الموقف المرتقب ألا وهي تحمل مسئولية القضية التي ضحى من أجلها الإمام الحسين عليه السلام في نشر نهضته الجبارة في وجه الباطل، تلك النهضة التي هي امتداد للرسالة التي جاء بها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله.
**********
ظهور صفات المعصومين في زينب سلام الله عليها:

هناك خصوصيات لزينب هي نفس خصوصيات فاطمة الزهراء عليها السلام :
1- الولاية والقدرة التكوينية حيث إشارت بيدها إلى الناس وهي في الكوفة فارتدَّت الأنفاس وسكنت الأجراس وهذا يدل على سيطرتها التكويني على كلِّ شئ.
2-العلم اللدني الذي اكتسبته زينب عليها السلام من الإمام الحسين عليه السلام وهو علم الإمامة، قال عنها الإمام زين العابدين عليه السلام فقد كانت "عالمة غير معلمة" وقد ظهر كلّ شئ في خطبتها العظيمة في الكوفة والجدير بالذكر أن الزهراء عليها السلام أخذت ابنتها زينب إلى المسجد وخطبت الخطبة الفدكيةو كانت زينب عليها السلام آن ذاك في السابعة من عمرها ، فكيف استطاعت أن تحفظ الخطبة بأكملها وتنقلها إلى الآخرين حتى تصل إلينا؟ فلولا اتصالها بالغيب لما استطاعت زينب أن تنقل هذه الخطبة الغراء ذات المحتوى العميق!
وكأن الزهراء عندما خطبت كانت تقول لزينب بلسان حالها أن اسمعي الخطبة جيدا لأنك أنت أيضا سوف تخطبين بنفس الأسلوب وأنت بالكوفة ، وهذا ما حدث حيث خطبت زينب في الكوفة بنفس النمط كما هو واضح لكل من يتعمق في الخطبتين ويقايسهما معاً ، وكأن الزهراء هي التي تكلمت في الكوفة فالعبارات متقاربة والنسق واحد.
ولكن هناك فرق كبير بين الموقفين:

فعندما دخلت الزهراء إلى المسجد وخطبت كانت تخاطب المهاجرين والأنصار والأرضية كانت مهيّأة لبنت رسول الله ، أما زينب عليها السلام فكانت تعدُّ أسيرة فالمخاطبون هم أعدائها الذين قتلوا أولادها وأخوتها ، ولكنها مع ذلك استطاعت أن تسيطر على المجلس سيطرة كاملة، ورغم أنه ينبغي للخطيب أن يمركز جميع مشاعره وحواسه ليتمكن من توضيح مقصوده إلا أن زينب عليها السلام وبعد تلك المصائب العظيمة استطاعت أن تتحدَّث وبكل شجاعة وصلابة ،وهذا يدل على ارتباطها المعنوي بعالم الملكوت الأعلى كما كانت أمها الزهراء، فزينب عليها السلام رغم أنها كانت تلعنهم وتتهجم عليهم وتعاتبهم والمفروض أن ينفروا ويبتعدوا من خطابها إلا أنهم انقلبوا على ما كانوا عليه وخاطبوها بقولهم " والله إن شبابكم هو خير الشباب" كلُّ ذلك يدلُّ على قوة روحها سلام الله عليها ولنعم ما قال آية الله العظمى الشيخ محمد حسين الإصفهاني في أرجوزته:
ولِّيتُ وجهى شطرَ قبلةِ الورى
ومن بها تشـرفتْ أُمُ القـرى
قطبُ محيـطِ عـالمِ الوجـودِ
في قوسيِ النـزولِ والصـعودِ
ففي النـزولِ كعبـةُ الرزايـا
وفي الصـعودِ قبـلةُ البرايـا
بل هيَ بـابُ حطـةِ الخطايـا
ومـوْئـلُ الهباتِ والعطـايـا
أمُ الكتابِ في جـوامـعِ العـلا
أمُ المصـابِ في مجامعِ البـلا
رضيـعةُ الوحىِ شقيقةُ الهـدى
ربيـبةُ الفضـلِ حليفةُ النـدى
ربـةُ خدرِ القـدسِ والطـهارة
في الصونِ والعفافِ والخـفارةِ
فإنـها تـمثـلُ الكنـزَ الخـفي
بالسـترِ والحيـاءِ والتعـفـُّفِ
تمثِّـلُ الغيـبَ المصونَ ذاتـها
تعـربُ عنْ صـفاتِهِ صـفاتها


السيدة خديجة بنت خويلد

خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي ، وأمها فاطمة بنت زائدة بن جندب . وكانت خديجة تدعى في الجاهلية الطاهرة . وكانت قبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمرو وذكر الطبراني : أنها ولدت لعتيق هند بن عتيق ، ثم خلف عليها أبو هالة مالك بن بناش فولدت له هندا " وهالة . فهند بن عتيق بن عابد ، وهند وهالة ابنا أبي هالة مالك بن بناش . أخو ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خديجة بنت خويلد . من أمهم ( 1 ) .
وروي عن ابن عباس أن نساء أهل مكة احتفلن في عيد كان لهن في رجب ، فلم يتركن شيئا " من إكبار ذلك العيد إلا أتينه . فبينما هن في عيدهن تمثل لهن رجل ، فلما صار منهن قريبا " نادى بأعلى صوته : يا نساء مكة إنه سيكون في بلدكن نبي يقال له أحمد . يبعث برسالة الله . فأيما امرأة استطاعت أن تكون له زوجا " فلتفعل . فحصبته النساء وقبحنه وأغلظن له ، وأغضت خديجة على قوله ولم تعرض له فيما عرض فيه النساء ( 2 ) .

( 1 ) رواه الطبراني ( مجمع الزوائد 219 / 9 ) ، الإستيعاب / ابن عبد البر 280 / 4 .
( 2 ) الطبقات الكبرى ابن سعد 15 / 7 ، الإصابة ابن حجر 60 / 8 ( 8 ) .


وروى عن نفيسة بنت أمية أنها قالت : كانت خديجة ذات شرف ومال كثير ، وتجارة تبعث إلى الشام فيكون غيرها كعامة غير الشام ، وكانت تستأجر الرجال وتدفع المال مضاربة ، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمسة وعشرين سنة . وليس له اسم بمكة إلا الأمين ، أرسلت إليه خديجة بنت خويلد تسأله الخروج إلى الشام في تجارتها مع غلامها ميسرة وقالت : أنا أعطيك ضعف ما أعطي قومك . ففعل رسول الله صلى الله عليه وآله . وخرج إلى سوق بصرى فباع سلعته التي أخرج . واشترى غيرها . وقدم بقا فربحت ضعف ما كانت تربح . فأضعفت لرسول الله صلى الله عليه وآله ضعف ما سمت له ، فم أرسلتني إليه أعرض عليه نكاحها ففعل ( 1 ) .

وروى صاحب الإصابة : إن سبب رغبتها فيه صلى الله عليه وآله وسلم . ما حكاه لها غلامها ميسرة مما شاهد من علامات النبوة ومما سمعه من بحيرا الراهب في حقه ( 2 )
وقال صاحب الإستيعاب : وكانت خديجة إذ تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنت أربعين سنة . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن خمس وعشرين سنة ( 3 )
وقال أبو عمر : وأجمع أهل العلم أن خديجة ولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع بنات هن : زينب وفاطمة ورقية وأم كلثوم ، وأجمعوا أنها ولدت له ابنا يسمى القاسم . وبه كان يكنى صلى الله عليه وسلم . وهذا مما لا خلاف فيه بين أهل العلم ، وزعم بعضهم أنها ولدت له ولدا " يسمى الطاهر . وقال بعضهم : ما نعلمها ولدت له إلا القاسم وولدت له بناته الأربع ، وقيل : ولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم . القاسم وبه يكنى وعبد الله وهو الطيب والطاهر وولدت له بناته الأربع .
وقال أبو عمر : وقول الزبير وأكثر

( 1 ) الطبقات الكبرى 16 / 7 . ( 2 ) الإصابة 60 / 8 . ( 3 ) الإستيعاب 280 / 4 ( * ) .


أهل النسب : إن عبد الله ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو : الطيب وهو الطاهر . له ثلاثة اسماء ( 1 ) .
ولا يختلف أهل العلم : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . لم يتزوج قبل البعثة غير خديجة . ولا تزوج عليها أحدا " من نسائه حتى ماتت ( 2 ) .

إسلامها :

قال ابن إسحاق : كانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله وصدق محمدا " صلى الله عليه وسلم فيما جاء به عن ربه وآزره على أمره . فكان لا يسمع من المشركين شيئا " يكرهه من رد عليه وتكذيب له إلا فرج الله عنه بها . تثبته وتصدقه وتخفف عنه . وتهون عليه ما يلقى من قومه ( 3 ) .
وروي عن أبي رافع قال : أول من أسلم من الرجال علي بن أبي طالب . وأول من أسلم من النساء خديجة ( 4 ) .
وأخرج أحمد وابن سعد عن عفيف الكندي قال : جئت في الجاهلية إلى مكة . وأنا أريد أن أبتاع لأهلي من ثيابها وعطرها . فنزلت على العباس بن عبد المطلب ، قال . فأنا عنده . وأنا أنظر إلى الكعبة وقد حلقت الشمس فارتفعت ، إذ أقبل شاب حتى دنا من الكعبة . فرفع رأسه إلى السماء فنظر . ثم أستقبل الكعبة قائما " مستقبلها ، إذ جاء غلام حتى قام عن يمينه ، ثم لم يلبث إلا يسيرا " حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما . ثم ركع الشاب فركع الغلام وركعت المرأة . ثم رفع الشاب رأسه ورفع الغلام

( 1 ) المصدر السابق 282 / 4 .
( 2 ) الإستيعاب 283 / 7 ، مجمع الزوائد 220 / 9 . ( 3 ) الإستيعاب 283 / 7 .
( 4 ) رواه البزار ورجاله الصحيح ( الزوائد 220 / 9 ) ( * ) .


رأسه ورفعت المرأة رأسها . ثم خر الشاب ساجدا " وخر الغلام ساجدا " وخرت المرأة . قال فقلت : يا عباس إني أرى أمرا " عظيما " . فقال العباس : أمر عظيم ، هل تدري من هذا الشاب ؟ قلت : ما أدري قال : هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي . هل تدري من هذا الغلام ؟ قلت : لا . ما أدري قال : هذا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ابن أخي ، قال : هل تدري من هذه المرأة ؟ قلت : لا . ما أدري . قال : هذه خديجة بنت خويلد زوجة ابن أخي هذا . إن ابن أخي هذا الذي ترى . حدثنا أن ربه رب السماوات والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه . فهو عليه . ولا والله ما علمت على ظهر الأرض كلها على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة . قال عفيف : فتمنيت بعد أني كنت رابعهم ( 1 ) .
وروى عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده . قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الأثنين وصلت خديجة آخر يوم الأثنين ( 2 )
وروى عن ابن عباس قال : أول من صلى مع النبي بعد خديجة علي بن أبي طالب ( 3 )

( 1 ) رواه أحمد وقال الهيثمي رواه أحمد وغيره ورجاله ثقات ( الزوائد 223 / 9 ) ورواه ابن سعد ( الطبقات 18 / 7 ) والطبراني عن ابن مسعود ( كنز العمال 467 / 13 ) ورواه ابن عبد البر ( الإستيعاب 163 / 3 ) .
( 2 ) رواه ابن عبد البر ( الإستيعاب 283 / 4 ) .
( 3 ) رواه أحمد وقال في الفتح الرباني 122 / 23 رجاله ثقات .
( 4 ) رواه الحاكم وصححه وأقره الذهبي ( المستدرك 112 / 3 ) ورواه الترمذي . ( * )



أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة ابنة محمد صلى الله عليه وسلم . ومريم ابنة عمران وآسية ابنة مزاحم امرأة فرعون ( 1 )
وروى الترمذي عن أنس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : حسبك من نساء العالمين : مريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد . وفاطمة بنت محمد . وآسية امرأة فرعون ( 2 )
وقال صاحب التاج الجامع للأصول : أي يكفيك من فاضلات النساء كلهن هؤلاء الأربع . وفضل مريم وآسية لما تقدم في سيرتهما . وفضل خديجة لصبرها الجميل وجليل ما صنعته من أعمال صالحة وآثار نافعة قيمة ، وفضل فاطمة لأنها بضعة من محمد صلى الله عليه وسلم . وأم النسل الشريف كله ( 3 ) .
أخرج ابن السني بسند له عن خديجة : إنها خرجت تلتمس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأعلى مكة . ومعها غداوته . فلقيها جبريل في صورة رجل . فسألها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فهابته وخشيت أن يكون بعض من يريد أن يقتله . فلما ذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لها : هو جبريل . وقد أمرني أن أقرأ عليك السلام ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ( 4 )
وروى عن أبي هريرة قال : أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله هذه خديجة قد أتتك . معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ( 5 ) ، فإذا هي أتتك . فأقرأ عليها السلام من ربها عز وجل ومني ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب . لاصخب فيه ولانصب ( 6 ) .

( 1 ) رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح ( الزوائد 223 / 9 ) .
( 2 ) رواه الترمذي بسند صحيح والنسائي والحاكم ( التاج الجامع للأصول 379 / 3 ) .
( 3 ) التاج الجامع / منصور ناصف 379 / 3 .
( 4 ) الإصابة 62 / 8 .
( 5 ) شك الراوي .
( 6 ) رواه البخاري ومسلم والترمذي ( التاج الجامع للأصول 378 / 3 ) ( * ) .



وعن ابن أبي أوفى : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال لي جبريل صلى الله عليه وسلم . بشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ( 1 ) .
قال صاحب التاج الجامع للأصول : القصب / اللؤلؤ المجوف المنظوم بالدر والياقوت ، والصخب / الصياح ، والنصب / الهم والتعب .
وفي رواية عندما بلغها النبي صلى الله عليه وسلم السلام من ربها جل وعلا ومن جبريل قالت : هو السلام . ومنه السلام . وعلى جبريل السلام . وعليك يا رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته ، فهذه منقبة لم ترد لأحد من بنات آدم عليه السلام . فما أعظمها مفخرة للدنيا والآخرة ( 2 ) .
وفاتها رضي الله عنها :
قال أبو عمر : قيل : توفيت قبل الهجرة بخمس سنين . وقيل : بأربع سنين . وقال قتادة : تؤفيت خديجة قبل الهجرة بثلاث سنين . عندي أصح . وقال : ويقال كانت وفاتها بعد موت أبي طالب بثلاثة أيام ( 3 ) .
وقال ابن إسحاق : كانت وفاة خديجة وأبي طالب في عام واحد ( 4 ) .
وكانت يوم توفيت بنت خمس وستين سنة . ودفنت في الحجون ( 5 ) .
ونزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حفرتها . ولم تكن شرعت الصلاة على ا لجنائز ( 6 ) .

( 1 ) قال الهيثمي رواه الطبراني ورجاله ثقات ( الزوائد 224 / 9 ) .
( 2 ) التاج الجامع 378 / 3 .
( 3 ) الإستيعاب 289 / 4 . ( 4 ) الإصابة 62 / 8 .
( 5 ) الإستيعاب 289 / 4 .
( 6 ) الطبقات 18 / 7 ، الإصابة 62 / 8 ( * ) .


السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام

أخت الرضا مولاتنا الرضية ... يا زينة العفاف والخدور
يا نور فاطمة الزكية....ام الكواكب والبدور
وللبتول....في بيتك المعمور... أسمى الحضور
اشعة بهية ... في روضة طيبة ‌علية... فربها الغفور
فياضة فيضية... نعيمها الوفير... ونبعها الغزير...باق الى النشور.. فربها الشكور
وعينها من سلسبيل .. تروي الغليل... تشفي العليل...
قد فجرتها برة تقية...تروي بها زوارها... تقيهم من زمهرير
اكوابها من فضة مقدرة... كرامةً لبضعة مطهرة ...
من فاطم وحيدره
كرامةً لفاطم اخت الرضا بدر البدور
*******


السلام عليك ايتها السيدة العابدة والغريبة الصابرة، الداعية الى الله سراً وجهراً فاز متبعك ونجا مصدقك وخاب وخسر مكذبك... السلام عليك يا فاطمة بنت موسى بن جعفر ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله آناء الليل والنهار، وأشرف الصلاة على النبي المختار، وعلى آله الهداة الأبرار.

لقد لفظت فاطمة‌ المعصومة بنت الامام الكاظم عليه وعليها السلام أنفاسها الأخيرة في البلدة الطيبة «قم»، وثوت في تربة طابت بها وطهرت، وتشرفت بها وزكت، حتى أصبحت روضةً نيرةً عابقةً، وكان موسى بن خزرج الأشعري قد خصص لمرقدها بقعةً في ارض له، وبنى عليها سقيفةً من البارية، حتى بنت زينب بنت الامام الجواد عليه السلام على القبر قبة.
وبذلك يكون قبرها اليوم قريباً من البيت الذي نزلت فيه، ذلك لما مالت عن مسيرها من ساوة الى «قم» بعد مصائبها ومرضها، وآل سعد قد اتفقوا وخرجوا اليها يطلبون منها النزول في بلدتهم والتشرف بخدمتها، فخرج من بينهم موسى بن خزرج الأشعري وأخذ بزمام ناقتها يجره فأنزلها في داره وعند عياله.
وكان لفاطمة المعصومة –وهي على سيرة جدتها فاطمة‌ الزهراء صلوات الله عليها محراب تصلي فيه، لازال موجوداً الى يومنا هذا في دار موسى بن خزرج ويزور الناس محل هذا المحراب يستذكرون من خلاله الحياة العبادية لهذه السيدة الطاهرة، ويتبركون بالصلاة فيه، والمحراب هو عبارة عن غرفة صغيرة مساحتها تسعة أمتار جددت عمارتها في السنوات الاخيرة فبنيت بناءً زجاجياً، وأقيمت في جوانبها غرف صغيرة خاصة لطلاب العلوم الدينية، فأصبح البيت مدرسة تعرف بـ(المدرسة الستية).
وأما قبرها الشريف فأصبح مزاراً عظيماً وروضة مجللة، وقد وضع عليه صخرة كتبت على جوانبها آية الكرسي، وجاء في وسطها: توفيت فاطمة بنت موسى في سنة احدى ومئتين... كتبه وعمله محمد بن طاهر بن أبي الحسن في اليوم الثاني من شهر رجب سنة اثنتين وخمسين وستمائة. ويذكر في بعض كتب التاريخ أن القبة الحالية لمرقد السيدة فاطمة المعصومة هي من بناء سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
ثم توالت على المرقد الطاهر عمليات التذهيب والتعمير والترصيع بالكاشي المعرق، والكتابات الكوفية والعبارات القرآنية والحديثية.
كتب الشيخ عبدالله البحراني في كتابه (عوالم العلوم) في الجزء المختص بحياة الامام موسى الكاظم عليه السلام نقلاً عن بعض المصادر: انه توفيت ام محمد بنت موسى بن الامام محمد الجواد عليها السلام، فدفنوها في جنب فاطمة المعصومة عليها السلام. ثم توفيت ميمونة أختها، فدفنوها هناك أيضاً، وبنوا عليها قبةً متصلةً بقبة السيدة فاطمة. وتحت هاتين القبتين ستة قبور:
في القبة الاولى: قبر السيدة فاطمة بنت الامام موسى الكاظم عليه السلام. وقبر ام محمد بنت موسى، وقبر ام اسحاق جارية محمد بن موسى. وفي القبة الثانية: قبر أم حبيب جارية أبي علي محمد بن أحمد بن موسى بن الامام محمد الجواد عليه السلام، وهي أم كلثوم بنت محمد. و ام القاسم بنت علي الكوكبي، وقبر ميمونة‌ بنت موسى أخت محمد بن موسى.
اجل ايها الاخوة الأكارم. فقد جاورت السيدة فاطمة المعصومة الكثيرات من حفيدات فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وذراريها، وحين بلوغ اجلهن دفن داخل روضة السيدة المعصومة الى جوارها سلام الله عليها، حتى ذكر بعض العلماء ان ثلاثاً من بنات الامام محمد الجواد عليه السلام مدفونات داخل الروضة، وهن: ام حميدة، وزينب، وميمونة.
وكذا بريهة بنت موسى المبرقع ابن الامام الجواد عليه السلام، اضافةً الى وصيفتين لهن.
وكتب المؤرخون المتتبعون ان بـ«قم» قبور كثير من أولاد الائمة عليهم السلام. وفي كتاب (تاريخ قم) للشيخ حسن بن محمد بن حسن (أحد علماء القرن الرابع الهجري) ذكر مقابر كثير من السادات الرضوية، وكثير من اولاد محمد بن الامام جعفر الصادق عليه السلام، وكذا كثير من أحفاد علي بن الامام جعفر الصادق عليه السلام، ومقابر كثير من السادات الحسينية.
وبعض أبناء الائمة وأحفادهم لهم أضرحة خاصة تزار ويتبرك بها كذلك دفن عدد كبير من العلماء‌ والمراجع حول القبر الشريف لمولاتنا فاطمة المعصومة، قد أوصوا بذلك تبركاً وتشرفاً بالنزول في هذه البقعة الطاهرة النيرة.
أيها الاخوة الأحبة... لقد ضمت بلدة (قم) الطيبة، التي طابت بالسيدة فاطمة المعصومة الشفيعة، ضمت أجساد الطيبين من السادة الميامين، وكبار العلماء المخلصين الموالين وكان منهم: السلطان شريف، ابن الامام علي بن الحسين سلام الله عليهما. وعلي بن الامام الصادق، وأخ الامام موسى الكاظم سلام الله عليهما. وأحمد بن القاسم، أحد احفاد الامام الصادق عليه السلام ويدعى شاه احمد قاسم. والسيد علي من أحفاد أبي الفضل العباس بن امير المؤمنين عليهما السلام، ويدعى (شاه سيد علي). والسيد موسى المبرقع ابن الامام محمد الجواد سلام الله عليه.
كما ضمت بلدة «قم» الطاهرة جملةً وافرةً من قبور العلماء الكبار. منهم: علي بن الحسين بن بابويه القمي، والد الشيخ الصدوق. وزكريا بن آدم احد الاصحاب المخلصين للامام علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه وقد استأذنه يوماً فقال له: اني اريد الخروج عن اهل بيتي، فقد كثر السفهاء، فقال له الامام الرضا عليه السلام: لا تفعل، فإن أهل «قم» يدفع عنهم بك، كما يدفع عن اهل بغداد بأبي الحسن عليه السلام (أي الامام موسى الكاظم سلام الله عليه).
وقبر زكريا بن آدم في مقبرة قريبة جداً من روضة ‌السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام، في موضع يقال له: الشيخان الكبير، وهو مزار معروف يقع في بقعة وراء‌ بقعة المحقق القمي صاحب كتاب (القوانين).
وهكذا توافد الصلحاء والعباد والعلماء والعارفون على بلدة «قم»، وقد وجدوا فيها نفحات الايمان وعبقات المعرفة فعاشوا في أجوائها الزاكية لينهلوا منها سعادة الدنيا والآخرة محيطين بضريح السيدة فاطمة المعصومة‌ مهبط الخيرات والبركات والأنوار.

فلتباهي بفاطم أرض قم
ولها الفخر والثناء المكرر
اصبحت جنة الحياة وتدعى
عش آل الرسول في الدهر تذكر
حوزة العلم في حماها تجلت
بالأساطين والمراجع تزخر
قبرها صار موئلاً وملاذاً
وبها كل معسر يتيسر


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

السيّدة مريم بنت عمران(ع)

هي السيدة الطاهرة العذراء المعصومة الزكية الطيبة الطاهرة التقية، سيدة نساء عالمها، مريم بنت عمران(ع)، من نسل إبراهيم خليل الرحمن(ع).

ولادتها(ع)

رُوي أنّ حنّة زوجة عمران كانت عاقراً لم تلد، إلى أن عجزت، فبينما هي في ظلّ شجرة أبصرت بطائر يطعم فرخاً له، فتحرّكت عاطفتها للولد وتمنّته فقالت: يا ربّ إنّ لك عليّ نذراً، شكراً لك، إن رزقتني ولداً أن أتصدّق به على بيت المقدس فيكون من سَدَنته وخدمه. وقد استجاب لها الله سبحانه، فحملت، وأثناء حملها توفي زوجها عمران.
وقد أشار القرآن الكريم إلى تلك الواقعة بقوله تعالى: {ربِّ إنّي نذرت لك ما في بطني محرّراً فتقبّل منّي إنّك أنت السميع العليم} [آل عمران:35].

حياتها(ع)

كانت حياة السيدة مريم(ع) عبارة عن سلسلة من الامتحانات والبلاءات والمعاجز والصبر على ما كتب الله تعالى، وأولى تلك الامتحانات أن أمها، التي كانت ترجو أن ترزق غلاماً لتهبه لخدمة بيت المقدس رزقت بنتاً، والبنت لا تقوم بالخدمة في المسجد كما يقوم الرجل، وأسفت حنّة واعتذرت لله عزّ وجل فقالت: {ربّ إنّي وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى}[آل عمران:36].
ولكن الله سبحانه وتعالى قبل هذا النذر، وجعله نذراً مباركاً وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم: {فتقبّلها ربّها بقبولٍ حسن وأنبتها نباتاً حسناً..} [آل عمران:37].
وقد ولدت مريم(ع) يتيمة، فآواها الله عند زوج خالتها نبي الله زكريا(ع)، وكان هذا من رحمة الله بمريم ورعايته لها، قال تعالى: {وكفّلها زكريا} [آل عمران:37].
وشبّت مريم(ع)، وبيتها المسجد، وخلوتها فيه، وبلطف الله بها كان الطعام يأتيها من الغيب، وكلما زارها النبي زكريا(ع)، وجد عندها رزقاً، فكان يسأل عن مصدر هذا الرزق لأنه هو كافلها، ويأتي الجواب: {هو من عند الله يرزق الله من يشاء بغير حساب} [آل عمران:37]
وطوال تلك المدة كانت مريم(ع)، وهي المنذورة المقيمة في المحراب، فتاة عابدة قانتة في خلوة المسجد تحيي ليلها بالذكر والعبادة والصلاة والصوم.

الامتحان الأكبر

كان الامتحان الأكبر لمريم(ع)، العابدة الزاهدة المطهرة، أن بشّرها الله سبحانه وتعالى بولد منها، وهي من غير زوج، فقالت: {أنّى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر} [آل عمران:47]، ولكن الأمر الالهي أتى، ولا مردّ له، {كذلك قال ربّك هو عليّ هيِّن ولنجعله آية للناس ورحمة منّا وكان أمراً مقضياً} [مريم:21].
إن الله سبحانه وتعالى أخرج هذه الآية العظيمة للناس حتى يمتاز المؤمنون عن الكافرين، فشاءت حكمته أن تبتلى امرأة عابدة صالحة بحمل من غير زوج، يصدّقها الصادقون المؤمنون، ويكذّبها الكافرون المجرمون، ويكون ابنها الذي قضاه الله وقدّره على هذه الصورة معجزة وآية في خَلقه وخُلقه، رحمةً للناس في زمانه، وبعد زمانه، وليمهّد الطريق لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله(ص).
بعد أن حملت مريم(ع)، وبدأ بطنها يكبر، خرجت من محرابها في بيت المقدس إلى مكان تتوارى فيه عن أعين الناس حتى لا تلفت الأنظار، ولا تثير في وجهها الاتهامات، وقد ألجأها المخاض إلى جذع النخلة، وهي وحيدة طريدة، فتضع حملها ولا أحد إلى جانبها يعتني بها ويواسيها... وقد اجتمعت كل هذه الهموم والمصاعب على السيدة مريم(ع)،وهي من هي في عالم الايمان والتقوى، حتى وصل الأمر بها إلى أن تتمنّى الموت كما أشار القرآن الكريم: {قالت يا ليتني متّ قبل هذا وكنتُ نسياً منسياً} [مريم:23].
وحاشا لله، سبحانه وتعالى، أن يترك إنساناً آمن به ولجأ إليه، وخاصة إذا كان كمريم المصطفاة(ع) التي أتاها النداء الإلهي ليعطيها الأمن والأمان.. فناداها مولودها من تحتها: {ألا تحزني قد جعل ربّك تحتك سريا وهزّي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً} [مريم:24ـ25].
..وهنا تأتيها المعجزات بالجملة، فهذا جدول ماء رقراق يفجّره الله لها، وها هي،وهي ضعيفة من آثار الولادة، تستطيع أن تهزّ جذع النخلة فيتساقط عليها الرطب جنيا.
أما مسألة لقائها قومها، فقد تكفّل بها الرحمن، جلّ وعلا، حين أمرها بالصوم عن الكلام، ولتدع ابنها، السيد العظيم، يتولى الدفاع عنها، وبيان المهمة الكبيرة، والرسالة العظيمة التي سيؤديها.
ولمّا أتت قومها، واستغربوا حملها وإنجابها، أشارت إلى طفلها الوليد، فاستنكروا ذلك وقالوا: {كيف نكلّم من كان في المهد صبيا} [مريم:29].
ولكن الله سبحانه وتعالى أنطقه قائلاً: {إني عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبياً* وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً* وبراً بوالديت ولم يجعلني جباراً شقياً* والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً} [مريم:30ـ33].
...وهكذا يشاء الله سبحانه وتعالى لمريم العابدة(ع) ولابنها النبي عيسى(ع)، أن يواصلا رحلتهما لأداء الرسالة الإلهية التي حمّلها إياها.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


مع السيدة آسية بنت مزاحم

آسية بنت مزاحم (زوجة فرعون):

حدثنا القرآن الكريم عن هذه المرأة المؤمنة الصامدة في سورة التحريم الآية (11): (وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فِرعونَ إذ قالت ربِّ ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجّني من فِرعونَ وعملهِ ونجّني من القوم الظالمين)
هذا النص القرآني يقدم آسية بنت مزاحم امرأة فرعون مثالاً ونموذجاً في خط الإيمان، ليس للنساء فقط، بل للنساء والرجال معاً، فالمرأة في منظور القرآن تملك القدرة أن ترقى إلى مستوى أن تكون المثل والقدوة لكل المسيرة البشرية، من هنا يجب أن تسقط كل المقولات الزائفة الظالمة التي تروّج لها الثقافات المعادية للإسلام والتي تتهم الإسلام بأنه يتعامل مع المرأة بدونية وامتهان, أخبروني في أي مبدأ أو دين أو نظرية قدّمت المرأة نمودجاً أرقى للرجال والنساء, في القرآن فقط جاء هذا التأكيد, مما يعني أنّ المرأة تحظى بموقع متميز جدا في الفهم الإسلامي.
تحدثنا بعض الروايات أن أسية بنت مزاحم كانت حاضرة حينما جمع فرعون السحرة ليواجه بهم موسى (عليه السلام).
جاء موسى عليه السلام بمعجزة العصا التي تحوّلت ثعباناً, واليد البيضاء (فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين, ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين)، فعقد فرعون اجتماعا مع مستشاريه لتدارس أمر موسى (قال للملإِ حوله إنّ هذا لساحرٌ عليم, يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون)، فماذا أشار عليه مستشاروه (قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين, يأتوك بكل سحّار عليم) إن موسى ساحر, وأنت تملك من السحرة ما تسقط به سحر موسى, فاجمع السحرة في مشهد كبير يحضره الناس، وهكذا عقد الاجتماع (فجمع السحرة لميقات يوم معلوم,وقيل للناس هل أنتم مجتمعون, لعلّنا نتّبع السحر ان كانوا هم الغالبين), وماذا حدث في هذا الملتقى الكبير؟
(فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئنّ لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين)، وبدأ التحدّي النبوي، (قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون, فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون) فماذا كان موقف السحرة وهم يشاهدون هذا التحدي الكبير؟
(فألقي السحرة ساجدين * قالوا أمنا برب العالمين * ربِّ موسى وهارون)، أما فرعون فأصر على الكبرياء والعناد وتهدّد السحرة بأقسى ألوان العذاب، ( قال ءامنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فسوف تعلمون،لأقطعنَّ أيدِيَكم وأرجُلكم من خِلافٍ ولأُصَلِبنَّكمْ أجمعين)، إلا أنّهم وقد تجّلت الهداية الربانية في قلوبهم،وأبصروا نور الإيمان،واجهوا تهديدات فرعون بكل إصرار وعنفوان وثبات (قالوا لا ضَيْرَ إنّا إلى ربِّنا منقلبون)، وكان ممن حضر هذا المشهد آسية بنت مزاحم امرأة فرعون فلمّا رأت المعجزة الإلهية أعلنت إيمانها،وهنا حاول فرعون أن يجعلها أن تتراجع عن هذا الإيمان،فنهاها وحذّرها وخوفها، ولكنّها أبت وأصرّت على الإيمان.
فانتقل معها إلى أسلوب العنف والإرهاب أوتد يديها ورجليها بأربعة أوتاد، وألقاها في الشمس،ثمَّ أمر أن يلقى عليها صخرة عظيمة، ومارس معها أقسى أنواع البطش والتعذيب، وكانت في ذروة العذاب تردد بكل هدوء وثقة واطمئنان (ربِّ ابن لي عندك بيتاً في الجنة،ونجني من فرعون وعمله ونّجني من القوم الظالمين).

ما هي الدروس الكبيرة التي يجب أن تتعلمها المرأة المؤمنة من قصة آسية بنت مزاحم؟


الدرس الأول: يجب على المرأة المؤمنة أن تعبر بكل شموخ وجرأة عن أصالتها وهويتها وانتمائها إلى خط الإيمان،كما عبّرت آسية بنت مزاحم،وأن ترفض كل الانتماءات الأخرى.
وإذا وجدت المرأة التي ألغت انتماءها إلى الدين،أنَّها مأسورة لنظريات وأيديولوجيات وأفكار بعيدة عن ثقافة الدين،وأحكام الدين وقيم الدين،فما هو المبرر الذي يدفع بالمرأة المسلمةِ المنتميةِ إلى الدين أن تبحث عن (وجودها) و(حريتها) و(حقوقها) و(قيمتها) في غير تربتها النظيفة،في غير أرضها الإيمانية الخصبة،وفي غير نبعها الإيماني الصافي.
وإذا كانت المرأة المأسورة لثقافة التغريب قد عاشت الشقاء والبؤس والظمأ والحرمان في ظل سعادة موهومة زائفة، ومن خلال اللهث وراء سراب خادع، ولذة كاذبة،فجدير بالمرأة المسلمة التي تملك الأصالة، والطهر،والنقاء والنظافة أن تعبّر عن أصالتها الإيمانية وطهرها الروحي ونقاوتها الأخلاقية، ونظافتها السلوكية من خلال الالتزام العملي بتوجيهات الدين وأحكامه وقيمه، والرفض لكل ما يتنافى مع هذه التوجيهات والأحكام والقيم.

الدرس الثاني: الصمود والثبات على العقيدة أمام الإغراءات والتحديات، واجهت آسية بنت مزاحم أسلوبين خطيرين من أجل أن تتخلى عن عقيدتها:

الأسلوب الأول: أسلوب الإغراءات
وأيّ إغراء أكبر من (دنيا فرعون) و(قصور فرعون)، إلاّ أنّها رفضت كل ذلك،لأنها مشدودة إلى عطاءات الله الكبيرة التي لا تنفذ (ربِّ إبن لي عندك بيتاً في الجنّة) فما قيمة دنيا فرعون أمام جنة (عَرْضُها كعرضِ السماءِ والأرضِ أُعدَّت للذين آمنوا بالله ورُسُله،ذلك فَضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) الحديد / الآية 21.
(وسارعوا إلى مغفِرةٍ من ربكم وجنّة عرضها السماوات والأرض أعدّت للمتقين) آل عمران / الآية 133.
فهل تتعلم النساء، ويتعلم الرجال، وتتعلم الشابات، ويتعلم الشباب، أنَّ العقيدة أثمن وأكبر من كل إغراءات الدنيا، فكم هم أؤلئك الذين يضحون بكل الدنيا، ولذائِذها ومتعها، وشهواتها، حينما يكون الخيار بينها وبين العقيدة ؟
وكم هم أؤلئك الذين باعوا دينهم، وعقيدتهم من أجل متعة زائلة،ولذة عابرة، ومن أجل وظيفة ما هي إلا متاع أيام، ومن أجل حظوة لا تدوم عند حاكم أو سلطان، أو تاجر أو وجيه ؟.
الإنسان الذي استشعر لذة العقيدة،ولذة الإيمان،ولذة حب الله،لا يمكن أن تبهره كل لذائذ الدنيا.
هكذا يكون الإيمان الصادق وهكذا تكون العقيدة النقية..
الأسلوب الثاني: مارس فرعون أقسى ألوان الإرهاب والعنف مع (آسية بنت مزاحم)، ولكنها كانت الصامدة الثابتة، تحمّلّت كل العناء، والبلاء، والعذاب، ولم تتنازل عن عقيدتها، ومبدئها، ودينها، كانت تهزأ بكل العذاب، وكانت تهزأ بكبرياء فرعون، وطغيان فرعون لأنها تحمل في قلبها (حب الله)، ما قيمة فرعون وجبروت فرعون، وإرهاب فرعون، أمام (حب الله) و(قدرة الله) و(عظمة الله) الأيمان قوة تتحدى كل الطواغيت والجبابرة والمستكبرين،وتتحدى كل الإرهاب والعنف والطغيان.
دخلت إمرأة على الحجاج، وكانت هذه المرأة تحمل (الولاء لأمير المؤمنين) تحدّثت مع الحجاج بلغة أغاظته،ذكّرها الحجاج بأنها تتحدث مع الحجاج وفي مجلس الحجاج، فكيف تتحدث بهذه اللغة، ألا تخشى بطش الحجاج وسطوته،أجابته هذه المرأة المؤمنة وبكل عنفوان وصمود (إني خفت الله خوفاً صيّرك عندي أحقر من ذبابة).
هكذا يصنع الأيمان الصادق، فهل تتعلم نساؤنا وبناتنا في هذا العصر من موقف آسية بنت مزاحم ومن مواقف المؤمنات الصادقات، مواقف الصمود والثبات، والإصرار على العقيدة والمبدأ والدين والقيم، خاصة وأن المرأة في هذا الزمان تواجه تحديات صعبة وقاسية، تحديات في داخل الأسرة، في الشارع، في المدرسة، في الجامعة، في العمل، في المؤسسات، في كل مكان، المرأة اليوم تواجه تحديات الثقافة المنحرفة، والإعلام المنحرف، والصحافة المنحرفة، والتعليم المنحرف، والمجتمع المنحرف، والسياسة المنحرفة.
فهل تسقط أمام هذه التحديات؟ المرأة المؤمنة الصادقة في إيمانها لا تسقط، لا تضعف،لا تنهزم، مهما كان حجم وضراوة التحديات، لأنها واثقة بعطاء الله، واثقة بنصر الله.

الدرس الثالث: الإنسان المؤمن مشدود النظر دائماً إلى عطاء الله ونعيم الآخرة (ما عند الله خير وأبقى).
كانت الدنيا بكل ترفها ولذاتها ومتعها تركع بين يدي آسية بنت مزاحم، كان بإمكانها أن تغرق في حياة الترف واللذة والمتعة، ولكنها كانت مشدودة إلى نعيم أكبر، وحياة أبقى (ما عند الله خير أبقى)، (ربّ ابن لي عندك بيتاً في الجنة).
لا يعني الارتباط بهم الآخرة، التخّلي عن هموم الدنيا، إنّ همّ الآخرة هو الذي يعطي لهموم الدنيا معناها الأنقى والأطهر والأنظف، إن هم الآخرة هو الذي يصوغ تطلعات الحياة في مسارها الأصوب والأقوم والأسلم.
إنّ الذي يعيش هموم الدنيا مفصولة عن الآخرة، قد يتوفر له شيء من المتعة الحرام، واللذة الحرام، والشهوة الحرام، إلاّ أنّ عاقبة ذلك الندم والخسران، والشقاء والحرمان، حينما يصب فوق رأسه من عذاب الحميم (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم، كالمهل يغلي في البطون، كغلي الحميم، خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم، ثمّ صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم، ذق إنكّ أنت العزيز الكريم، إنّ هذا ما كنتم به تمترون) الدخان: 43-50
وأما الذي عاش العفة في البطن والفرج ولم تأسره أهواء النفس، وشهواتها المحرمة، وتطلّع إلى الجنة ونعيمها فهو مع المتقين (في مقام أمين، في جناتٍ وعيونٍ، يلبسون من سندس وإستبرقٍ متقابلين كذلك وزوجناهم بحورٍ عينٍ، يدعون فيها بكل فاكهةٍ ءامنين، لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم، فضلاً من ربّك ذلك هو الفوز العظيم).


السيدة تكتم الطاهرة (عليها السلام) والدة الإمام الرضا (عليه السلام)


نسبها


هي السيدة الجليلة نجمة (عليها السلام) والدة الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) .
ومن أسمائها: (تكتم) بضم أوله وسكون الكاف وفتح التاء الفوقانية قبل الميم. و(طاهرة) و(أروى) و(سكن النوبية) و(سمان).
وقيل: (خيزران المرسية)، وقيل: (صقر)، وقيل: (شقراء النوبية).
كنيتها: أم البنين(1).

من فضائلها

روى الشيخ الصدوق(قدس سره) في العيون:
تسمّى باسمها حين ملكها أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) وهي اُمّ ولده الإمام الرضا (عليه السلام)، كانت من أشراف العجم، جارية مولدة، وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها (حميدة المصفّاة) حتى أنها ما جلست بين يديها منذ ملكتها إجلالاً لها.
فقالت لابنها موسى (عليه السلام): يا بني، إنّ تكتم جارية ما رأيت جارية قط أفضل منها، ولست أشك أنّ الله تعالى سيظهر نسلها إن كان لها نسل، وقد وهبتها لك، فاستوص خيراً بها، فلمّا ولدت لـه الرضا (عليه السلام) سمّاها الطاهرة(2).

إن الله أمر بشرائها

روي عن أبي الحسن الكاظم (عليه السلام) أنه قال: «والله ما اشتريت هذه الأمة إلاّ بأمر الله ووحيه».
فسئل عن ذلك؟
فقال: «بينا أنا نائم، إذ أتاني جدّي وأبي، ومعهما شقّة(3) حرير، فنشراها، فإذا قميص فيه صورة هذه الجارية، فقال: يا موسى، ليكوننّ من هذه الجارية خير أهل الأرض، ثم أمرني إذا ولدته أن اُسمّيه علياً، وقالا: إنّ الله تعالى يظهر به العدل والرأفة، طوبى لمن صدّقه، وويل لمن عاداه وجحده وعانده»(4).
ويستفاد من هذه الأخبار أنّ الجاريات اُمّهات الأئمة الأطهار (عليهم السلام)إنما يشترين بأمر الله تعالى، ولعلّ السرّ في ذلك هو إرادته سبحانه ـ بالإضافة إلى طهارتهنّ ـ إظهار أنه لا فرق بين الحرّة والأمة من هذه الجهة.
الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)يأمر بالزواج الطاهر
روي أنّ حميدة اُمّ موسى بن جعفر (عليه السلام) لمّا اشترت نجمة رأت في المنام رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)يقول لها: يا حميدة، هبي نجمة لابنك موسى (عليه السلام) فإنه سيلد لـه منها خير أهل الأرض فوهبتها له(5).
قال علي بن ميثم: سمعت أبي يقول: سمعت أمي تقول: كانت نجمة بكراً لما اشترتها حميدة.


عند ما حملت بالنور


روى الشيخ الصدوق (رحمه الله) عن نجمة (عليها السلام) اُمّ الإمام الرضا (عليه السلام) أنّها قالت:
لمّا حملت بابني علي لم أشعر بثقل الحمل وكنت أسمع في منامي تسبيحاً وتهليلاً وتمجيداً من بطني فيفزعني ذلك ويهوّلني، فإذا انتبهت لم أسمع شيئاً.
فلمّا وضعته، وقع على الأرض واضعاً يده على الأرض، رافعاً رأسه إلى السماء، يحرّك شفتيه كأنه يتكلّم، فدخل إليّ أبوه موسى بن جعفر (عليه السلام)، فقال لي: «هنيئاً لك يا نجمة كرامة ربّك».
فناولته إيّاه في خرقة بيضاء، فأذّن في اُذنه الأيمن وأقام في الأيسر، ودعا بماء الفرات فحنّكه، ثم ردّه إليّ، فقال: «خذيه فإنه بقية الله في أرضه»(6).
ولدت السيدة نجمة (عليها السلام) ولدها الطاهر الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يوم الجمعة بالمدينة المنور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ahlalhie.ahlamontada.net
 
نساء خالدات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سعيد بن جبير الاسدي :: الدين الاسلامي :: اهل البيت (عليهم السلام)-
انتقل الى: